وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ↓
" وَلَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ " أي: غايتي أني رسول الله إليكم, أبشركم, وأنذركم, وما عدا ذلك, فليس بيدي من الأمر شيء.
فليست خزائن الله عندي, أدبرها أنا, وأعطي من أشاء, وأحرم من أشاء.
" وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ " فأخبركم بسرائركم وبواطنكم " وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ " .
والمعنى: أني لا أدعي رتبة فوق رتبتي, ولا منزلة سوى المنزلة, التي أنزلني الله بها, ولا أحكم على الناس, بظني.
" وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ " أي: الضعفاء المؤمنين, الذي يحتقرهم الملأ الذين كفروا " لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ " .
فإن كانوا صادقين في إيمانهم, فلهم الخير الكثير, وإن كانوا غير ذلك, فحسابهم على الله.
" إِنِّي إِذًا " أي: إن قلت لكم شيئا مما تقدم " لَمِنَ الظَّالِمِينَ " .
وهذا تأييس منه, عليه الصلاة والسلام لقومه, أن ينبذ فقراء المؤمنين, أو يمقتهم, وإقناع لقومه, بالطرق المقنعة للمنصف.
فليست خزائن الله عندي, أدبرها أنا, وأعطي من أشاء, وأحرم من أشاء.
" وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ " فأخبركم بسرائركم وبواطنكم " وَلَا أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ " .
والمعنى: أني لا أدعي رتبة فوق رتبتي, ولا منزلة سوى المنزلة, التي أنزلني الله بها, ولا أحكم على الناس, بظني.
" وَلَا أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ " أي: الضعفاء المؤمنين, الذي يحتقرهم الملأ الذين كفروا " لَنْ يُؤْتِيَهُمُ اللَّهُ خَيْرًا اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنْفُسِهِمْ " .
فإن كانوا صادقين في إيمانهم, فلهم الخير الكثير, وإن كانوا غير ذلك, فحسابهم على الله.
" إِنِّي إِذًا " أي: إن قلت لكم شيئا مما تقدم " لَمِنَ الظَّالِمِينَ " .
وهذا تأييس منه, عليه الصلاة والسلام لقومه, أن ينبذ فقراء المؤمنين, أو يمقتهم, وإقناع لقومه, بالطرق المقنعة للمنصف.
قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ↓
فلما رأوه, لا ينكف عما كان عليه من دعوتهم, ولم يدركوا منه مطلوبهم " قَالُوا يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ " .
فما أجهلهم وأضلهم, حيث قالوا هذه المقالة, لنبيهم الناصح.
فهلا قالوا: إن كانوا صادقين: يا نوح قد نصحتنا, وأشفقت علينا, ودعوتنا إلى أمر, لم يتبين لنا, فنريد منك أن تبينه لنا.
لننقاد لك, وإلا فأنت مشكور في نصحك.
لكان هذا الجواب المنصف, للذي قد دعا إلى أمر خفي عليه.
ولكنهم في قولهم, كاذبون, وعلى نبيهم متجرئون.
ولم يردوا ما قاله بأدنى شبهة, فضلا عن أن يردوه بحجة.
ولهذا عدلوا - من جهلهم وظلمهم - إلى الاستعجال بالعذاب, وتعجيز الله.
فما أجهلهم وأضلهم, حيث قالوا هذه المقالة, لنبيهم الناصح.
فهلا قالوا: إن كانوا صادقين: يا نوح قد نصحتنا, وأشفقت علينا, ودعوتنا إلى أمر, لم يتبين لنا, فنريد منك أن تبينه لنا.
لننقاد لك, وإلا فأنت مشكور في نصحك.
لكان هذا الجواب المنصف, للذي قد دعا إلى أمر خفي عليه.
ولكنهم في قولهم, كاذبون, وعلى نبيهم متجرئون.
ولم يردوا ما قاله بأدنى شبهة, فضلا عن أن يردوه بحجة.
ولهذا عدلوا - من جهلهم وظلمهم - إلى الاستعجال بالعذاب, وتعجيز الله.
ولهذا أجابهم نوح عليه السلام بقوله " إِنَّمَا يَأْتِيكُمْ بِهِ اللَّهُ إِنْ شَاءَ " أي: إن اقتضت مشيئته وحكمته, أن ينزله بكم, فعل ذلك.
" وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ " لله, وأنا ليس بيدي من الأمر شيء.
" وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ " لله, وأنا ليس بيدي من الأمر شيء.
وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ↓
" وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ " .
أي: إن إرادة الله غالبة, فإنه إذا أراد أن يغويكم, لردكم الحق.
فلو حرصت غاية مجهودي, ونصحت لكم أتم النصح - وهو قد فعل عليه السلام - فليس ذلك بنافع لكم شيئا.
" هُوَ رَبُّكُمْ " يفعل بكم ما يشاء, ويحكم فيكم, بما يريد " وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " فيجازيكم بأعمالكم.
أي: إن إرادة الله غالبة, فإنه إذا أراد أن يغويكم, لردكم الحق.
فلو حرصت غاية مجهودي, ونصحت لكم أتم النصح - وهو قد فعل عليه السلام - فليس ذلك بنافع لكم شيئا.
" هُوَ رَبُّكُمْ " يفعل بكم ما يشاء, ويحكم فيكم, بما يريد " وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ " فيجازيكم بأعمالكم.
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ↓
" أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ " هذا الضمير محتمل أن يعود إلى نوح, كما كان السياق في قصته مع قومه, وأن المعنى: أن قومه يقولون: افترى على الله كذبا, وكذب بالوحي الذي يزعم أنه من الله, وأن الله أمره أن يقول " قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ " أي: كل عليه وزره " وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى " .
ويحتمل أن يكون عائدا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وتكون هذه الآية معترضة, في أثناء قصة نوح وقومه, لأنها من الأمور التي لا يعلمها إلا الأنبياء.
فلما شرع الله في قصها على رسوله, وكانت من جملة الآيات الدالة على صدقه ورسالته, ذكر تكذيب قومه مع البيان التام فقال: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ " أي.
هذا القرآن اختلقه محمد من تلقاء نفسه.
أي: فهذا من أعجب الأقوال وأبطلها, فإنهم يعلمون أنه لم يقرأ ولم يكتب, ولم يرحل عنهم لدراسة على أهل الكتاب, فجاء بهذا الكتاب, الذي تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله.
فإذا زعموا - مع هذا - أنه افتراه, علم أنهم معاندون, ولم يبق فائدة في حجاجهم.
بل اللائق في هذه الحال, الإعراض عنهم, ولهذا قال: " قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي " أي ذنبي وكذبي.
" وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ " أي: فلم تستلجون في تكذيبي.
ويحتمل أن يكون عائدا إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم, وتكون هذه الآية معترضة, في أثناء قصة نوح وقومه, لأنها من الأمور التي لا يعلمها إلا الأنبياء.
فلما شرع الله في قصها على رسوله, وكانت من جملة الآيات الدالة على صدقه ورسالته, ذكر تكذيب قومه مع البيان التام فقال: " أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ " أي.
هذا القرآن اختلقه محمد من تلقاء نفسه.
أي: فهذا من أعجب الأقوال وأبطلها, فإنهم يعلمون أنه لم يقرأ ولم يكتب, ولم يرحل عنهم لدراسة على أهل الكتاب, فجاء بهذا الكتاب, الذي تحداهم أن يأتوا بسورة من مثله.
فإذا زعموا - مع هذا - أنه افتراه, علم أنهم معاندون, ولم يبق فائدة في حجاجهم.
بل اللائق في هذه الحال, الإعراض عنهم, ولهذا قال: " قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي " أي ذنبي وكذبي.
" وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ " أي: فلم تستلجون في تكذيبي.
وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ↓
وقوله: " وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ " أي: قد قسوا.
" فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " أي: فلا تحزن, ولا تبال بهم, وبأفعالهم.
فإن الله, قد مقتهم, وأحق عليهم عذابه الذي لا يرد.
" فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ " أي: فلا تحزن, ولا تبال بهم, وبأفعالهم.
فإن الله, قد مقتهم, وأحق عليهم عذابه الذي لا يرد.
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ↓
" وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا " أي: بحفظنا, ومرأى منا, وعلى مرضاتنا.
" وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا " أي: لا تراجعني في إهلاكهم.
" إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ " أي: قد حق القول, ونفذ فيهم القدر.
" وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا " أي: لا تراجعني في إهلاكهم.
" إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ " أي: قد حق القول, ونفذ فيهم القدر.
وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ↓
فامتثل أمر ربه, وجعل يصنع الفلك " وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلَأٌ مِنْ قَوْمِهِ " ورأوا ما يصنع " سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا " الآن " فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ "
" فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُقِيمٌ " نحن, أم أنتم.
وقد علموا ذلك, حين حل بهم العقاب.
وقد علموا ذلك, حين حل بهم العقاب.
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ ↓
" حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا " أي قدرنا بوقت نزول العذاب بهم " وَفَارَ التَّنُّورُ " أي: أنزل الله السماء بالماء بالمنهمر, وفجر الأرض كلها عيونا حتى التنانير, التي هي محل النار في العادة, وأبعد ما يكون عن الماء, تفجرت فالتقى الماء على أمر, قد قدر.
" وَقُلْنَا " لنوح: " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ " أي: من كل صنف من أصناف المخلوقات, ذكر وأنثى, لتبقى مادة سائر الأجناس وأما بقية الأصناف الزائدة عن الزوجين, فإن السفينة لا تطيق حملها " وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ " ممن كان كافرا, كابنه الذي غرق.
" وَمَنْ آمَنَ " والحال أنه " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ " .
" وَقُلْنَا " لنوح: " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ " أي: من كل صنف من أصناف المخلوقات, ذكر وأنثى, لتبقى مادة سائر الأجناس وأما بقية الأصناف الزائدة عن الزوجين, فإن السفينة لا تطيق حملها " وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ " ممن كان كافرا, كابنه الذي غرق.
" وَمَنْ آمَنَ " والحال أنه " وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ " .
" وَقَالَ " نوح لمن أمره الله أن يحملهم: " ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا " أي.
تجري على اسم الله, وترسي بتسخيره وأمره.
" إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " حيث غفر لنا, ورحمنا, ونجانا من القوم الظالمين.
تجري على اسم الله, وترسي بتسخيره وأمره.
" إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ " حيث غفر لنا, ورحمنا, ونجانا من القوم الظالمين.
وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ ↓
ثم وصف جريانها كأنا نشاهدها فقال: " وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ " أي: بنوح, ومن ركب معه " فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ " والله حافظها وحافظ أهلها.
" وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ " لما ركب, ليركب معه " وَكَانَ " ابنه " فِي مَعْزِلٍ " عنهم, حين ركبوا, أي: مبتعدا وأراد منه, أن يقرب ليركب.
فقال له: " يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ " فيصيبك ما يصيبهم.
" وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ " لما ركب, ليركب معه " وَكَانَ " ابنه " فِي مَعْزِلٍ " عنهم, حين ركبوا, أي: مبتعدا وأراد منه, أن يقرب ليركب.
فقال له: " يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ " فيصيبك ما يصيبهم.
قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ ↓
" قَالَ " ابنه, مكذبا لأبيه, أنه لا ينجو إلا من ركب السفينة.
" سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ " أي: سأرتقي جبلا, أمتنع به من الماء.
" قَالَ " نوح: " لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ " فلا يعصم أحدا, جبل ولا غيره, ولو تسبب بغاية ما يمكنه من الأسباب, لما نجا إن لم ينجه الله.
" وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ " الابن " مِنَ الْمُغْرَقِينَ " .
" سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ " أي: سأرتقي جبلا, أمتنع به من الماء.
" قَالَ " نوح: " لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ " فلا يعصم أحدا, جبل ولا غيره, ولو تسبب بغاية ما يمكنه من الأسباب, لما نجا إن لم ينجه الله.
" وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ " الابن " مِنَ الْمُغْرَقِينَ " .
وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ↓
" وَقِيلَ " لما أغرقهم الله, ونجى نوحا ومن معه " يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ " الذي خرج منك, والذي نزل إليك, ابلعي الماء, الذي على وجهك " وَيَا سَمَاءُ أَقْلِعِي " فامتثلتا لأمر الله, فابتلعت الأرض ماءها, وأقلعت السماء.
" وَغِيضَ الْمَاءُ " أي: نضب من الأرض.
" وَقُضِيَ الْأَمْرُ " بهلاك المكذبين ونجاة المؤمنين.
" وَاسْتَوَتْ " السفينة " عَلَى الْجُودِيِّ " أي: أرست على ذلك الجبل المعروف في أرض الموصل.
" وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " أي: أتبعوا بهلاكهم لعنة وبعدا, وسحقا لا يزال معهم.
" وَغِيضَ الْمَاءُ " أي: نضب من الأرض.
" وَقُضِيَ الْأَمْرُ " بهلاك المكذبين ونجاة المؤمنين.
" وَاسْتَوَتْ " السفينة " عَلَى الْجُودِيِّ " أي: أرست على ذلك الجبل المعروف في أرض الموصل.
" وَقِيلَ بُعْدًا لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ " أي: أتبعوا بهلاكهم لعنة وبعدا, وسحقا لا يزال معهم.
وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ↓
" وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ " .
وقد قلت لي " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ " ولن تخلف ما وعدتني به.
لعله عليه الصلاة والسلام, لما حملته الشفقة, وأن الله وعده بنجاة أهله, ظن أن الوعد لعمومهم, من آمن, ومن لم يؤمن, فلذلك دعا ربه بذلك الدعاء.
ومع هذا, ففوض الأمر لحكمة الله البالغة, حيث قال: " وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ " .
" قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "
" قَالَ " الله له: " إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ " الذين وعدتك بإنجائهم " إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ " أي: هذا الدعاء الذي دعوت به, لنجاة كافر, لا يؤمن بالله ولا رسوله.
" فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " أي: ما لا تعلم عاقبته, ومآله, وهل يكون خيرا, أو غير خير.
" إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " أي: أني أعظك وعظا, تكون به من الكاملين, وتنجو به من صفات الجاهلين.
فحينئذ ندم نوح, عليه السلام, ندامة شديدة, على ما صدر منه,
وقد قلت لي " احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ " ولن تخلف ما وعدتني به.
لعله عليه الصلاة والسلام, لما حملته الشفقة, وأن الله وعده بنجاة أهله, ظن أن الوعد لعمومهم, من آمن, ومن لم يؤمن, فلذلك دعا ربه بذلك الدعاء.
ومع هذا, ففوض الأمر لحكمة الله البالغة, حيث قال: " وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ " .
" قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ "
" قَالَ " الله له: " إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ " الذين وعدتك بإنجائهم " إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ " أي: هذا الدعاء الذي دعوت به, لنجاة كافر, لا يؤمن بالله ولا رسوله.
" فَلَا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ " أي: ما لا تعلم عاقبته, ومآله, وهل يكون خيرا, أو غير خير.
" إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ " أي: أني أعظك وعظا, تكون به من الكاملين, وتنجو به من صفات الجاهلين.
فحينئذ ندم نوح, عليه السلام, ندامة شديدة, على ما صدر منه,
قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ↓
قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ ↓
و " قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ " .
فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين.
ودل هذا, على أن نوحا, عليه السلام, لم يكن عنده علم, بأن سؤاله لربه, في نجاة ابنه, محرم.
داخل في قوله " وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ " بل, تعارض عنده الأمران, وظن دخوله في قوله: " وَأَهْلَكَ " .
وبعد هذا, تبين له أنه داخل في المنهي عن الدعاء لهم, والمراجعة فيهم.
فبالمغفرة والرحمة ينجو العبد من أن يكون من الخاسرين.
ودل هذا, على أن نوحا, عليه السلام, لم يكن عنده علم, بأن سؤاله لربه, في نجاة ابنه, محرم.
داخل في قوله " وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ " بل, تعارض عنده الأمران, وظن دخوله في قوله: " وَأَهْلَكَ " .
وبعد هذا, تبين له أنه داخل في المنهي عن الدعاء لهم, والمراجعة فيهم.
قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ↓
" قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ " من الآدميين وغيرهم من الأزواج التي حملها معه.
فبارك الله في الجميع, حتى ملأوا أقطار الأرض ونواحيها.
" وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ " في الدنيا " ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ " أي: هذا الإنجاء, ليس بمانع لنا من أن من كفر بعد ذلك, أحللنا به العقاب, وإن متعوا قليلا, فسيؤخذون بعد ذلك.
فبارك الله في الجميع, حتى ملأوا أقطار الأرض ونواحيها.
" وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ " في الدنيا " ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ " أي: هذا الإنجاء, ليس بمانع لنا من أن من كفر بعد ذلك, أحللنا به العقاب, وإن متعوا قليلا, فسيؤخذون بعد ذلك.
تِلْكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنتَ تَعْلَمُهَا أَنتَ وَلاَ قَوْمُكَ مِن قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ↓
قال الله لنبيه, محمد صلى الله عليه وسلم بعد ما قص عليه هذه القصة المبسوطة, التي لا يعلمها إلا من عليه برسالته.
" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا " فيقولوا: إنه كان يعلمها.
فاحمد الله, واشكره, واصبر على ما أنت عليه, من الدين القويم, والصراط المستقيم, والدعوة إلى الله.
" إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " الذين يتقون الشرك وسائر المعاصي.
فستكون لك العاقبة على قومك, كما كانت لنوح على قومه.
" تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلَا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا " فيقولوا: إنه كان يعلمها.
فاحمد الله, واشكره, واصبر على ما أنت عليه, من الدين القويم, والصراط المستقيم, والدعوة إلى الله.
" إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ " الذين يتقون الشرك وسائر المعاصي.
فستكون لك العاقبة على قومك, كما كانت لنوح على قومه.
وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ مُفْتَرُونَ ↓
أي وأرسلنا " وَإِلَى عَادٍ " وهم القبيلة المعروفة في الأحقاف, من أرض اليمن.
" أَخَاهُمْ " في النسب " هُودًا " ليتمكنوا من الأخذ عنه والعلم بصدقه.
" أَخَاهُمْ " في النسب " هُودًا " ليتمكنوا من الأخذ عنه والعلم بصدقه.
يَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ↓
" قَالَ " لهم " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ " أي: أمرهم بعبادة الله وحده, ونهاهم عما هم عليه, من عبادة غير الله, وأخبرهم أنهم قد افتروا على الله الكذب في عبادتهم لغيره, وتجويزهم لذلك, وأوضح لهم وجوب عبادة الله, وفساد عبادة ما سواه.
ثم ذكر عدم المانع لهم من الانقياد فقال " يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا " .
أي: غرامة من أموالكم, على ما دعوتكم إليه, فتقولوا: هذا يريد أن يأخذ أموالنا, وإنما أدعوكم وأعلمكم مجانا.
" إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ما أدعوكم إليه, وأنه موجب لقبوله, منتفي المانع عن رده.
ثم ذكر عدم المانع لهم من الانقياد فقال " يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا " .
أي: غرامة من أموالكم, على ما دعوتكم إليه, فتقولوا: هذا يريد أن يأخذ أموالنا, وإنما أدعوكم وأعلمكم مجانا.
" إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي أَفَلَا تَعْقِلُونَ " ما أدعوكم إليه, وأنه موجب لقبوله, منتفي المانع عن رده.
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلاَ تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ↓
" وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ " عما مضى منكم " ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ " فيما تستقبلونه, بالتوبة النصوح, والإنابة إلى الله تعالى.
فإنكم إذا فعلتم ذلك " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " بكثرة الأمطار, التي تخصب بها الأرض, ويكثر خيرها.
" وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " فإنهم كانوا من أقوى الناس, ولهذا قالوا: " من أشد منا قوة " ؟.
فوعدهم أنهم إن آمنوا, زادهم قوة إلى قوتهم.
" وَلَا تَتَوَلَّوْا " عنه, أي: عن ربكم " مُجْرِمِينَ " أي: مستكبرين عن عبادته, متجرئين على محارمه.
فإنكم إذا فعلتم ذلك " يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا " بكثرة الأمطار, التي تخصب بها الأرض, ويكثر خيرها.
" وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ " فإنهم كانوا من أقوى الناس, ولهذا قالوا: " من أشد منا قوة " ؟.
فوعدهم أنهم إن آمنوا, زادهم قوة إلى قوتهم.
" وَلَا تَتَوَلَّوْا " عنه, أي: عن ربكم " مُجْرِمِينَ " أي: مستكبرين عن عبادته, متجرئين على محارمه.
قَالُواْ يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ↓
" قَالُوا " رادين لقوله: " يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ " إن كان قصدهم بالبينة البينة التي يقترحونها, فهذه غير لازمة للحق, بل اللازم أن يأتي النبي بآية, تدل على صحة ما جاء به.
وإن كان قصدهم أنه لم يأتهم ببينة, تشهد لما قاله بالصحة, فقد كذبوا في ذلك.
فإنه ما جاء نبي لقومه, إلا وبعث الله على يديه, من الآيات, ما يؤمن على مثله البشر.
ولو لم تكن له آية, إلا دعوته إياهم لإخلاص الدين لله, وحده لا شريك له, والأمر بكل عمل صالح, وخلق جميل, والنهي عن كل خلق ذميم, من الشرك بالله, والفواحش, والظلم, وأنواع المنكرات, مع ما هو مشتمل عليه هود, عليه السلام, من الصفات, التي لا تكون إلا لخيار الخلق وأصدقهم, لكفى بها آيات وأدلة, على صدقه.
بل أهل العقول, وأولو الألباب, يرون أن هذه الآية, أكبر من مجرد الخوارق, التي يراها بعض الناس, هي المعجزات فقط.
ومن آياته, وبيناته الدالة على صدقه, أنه شخص واحد, ليس له أنصار ولا أعوان.
وهو يصرخ في قومه, ويناديهم, ويعجزهم, ويقول لهم: " إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ " .
" إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ " .
وهم الأعداء, الذين لهم السطوة والغلبة, ويريدون إطفاء ما معه من النور, بأي طريق كان, وهو غير مكترث, ولا مبال بهم, وهم عاجزون لا يقدرون أن ينالوه بشيء من السوء, إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.
وقولهم " وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ " أي: لا نترك عبادة آلهتنا لمجرد قولك, الذي ما أقمت عليه بينة بزعمهم.
" وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ " وهذا تأييس منهم لنبيهم,, هود عليه السلام, في إيمانهم, وأنهم لا يزالون في كفرهم يعمهون.
وإن كان قصدهم أنه لم يأتهم ببينة, تشهد لما قاله بالصحة, فقد كذبوا في ذلك.
فإنه ما جاء نبي لقومه, إلا وبعث الله على يديه, من الآيات, ما يؤمن على مثله البشر.
ولو لم تكن له آية, إلا دعوته إياهم لإخلاص الدين لله, وحده لا شريك له, والأمر بكل عمل صالح, وخلق جميل, والنهي عن كل خلق ذميم, من الشرك بالله, والفواحش, والظلم, وأنواع المنكرات, مع ما هو مشتمل عليه هود, عليه السلام, من الصفات, التي لا تكون إلا لخيار الخلق وأصدقهم, لكفى بها آيات وأدلة, على صدقه.
بل أهل العقول, وأولو الألباب, يرون أن هذه الآية, أكبر من مجرد الخوارق, التي يراها بعض الناس, هي المعجزات فقط.
ومن آياته, وبيناته الدالة على صدقه, أنه شخص واحد, ليس له أنصار ولا أعوان.
وهو يصرخ في قومه, ويناديهم, ويعجزهم, ويقول لهم: " إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمْ " .
" إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ " .
وهم الأعداء, الذين لهم السطوة والغلبة, ويريدون إطفاء ما معه من النور, بأي طريق كان, وهو غير مكترث, ولا مبال بهم, وهم عاجزون لا يقدرون أن ينالوه بشيء من السوء, إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون.
وقولهم " وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَنْ قَوْلِكَ " أي: لا نترك عبادة آلهتنا لمجرد قولك, الذي ما أقمت عليه بينة بزعمهم.
" وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ " وهذا تأييس منهم لنبيهم,, هود عليه السلام, في إيمانهم, وأنهم لا يزالون في كفرهم يعمهون.
إِن نَّقُولُ إِلاَّ اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُواْ أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ↑
" إِنْ نَقُولُ " فيك " إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ " أي: أصابتك بخبال وجنون, فصرت تهذى بما لا يعقل.
فسبحان من طبع على قلوب الظالمين, كيف جعلوا أصدق الخلق, الذي جاء بأحق الحق, بهذه المرتبة, التي يستحي العاقل من حكايتها عنهم لولا أن الله حكاها عنهم.
ولهذا بين هود, عليه الصلاة والسلام, أنه واثق غاية الوثوق, أنه لا يصيبه منهم, ولا من آلهتهم أذى, فقال: " إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ "
فسبحان من طبع على قلوب الظالمين, كيف جعلوا أصدق الخلق, الذي جاء بأحق الحق, بهذه المرتبة, التي يستحي العاقل من حكايتها عنهم لولا أن الله حكاها عنهم.
ولهذا بين هود, عليه الصلاة والسلام, أنه واثق غاية الوثوق, أنه لا يصيبه منهم, ولا من آلهتهم أذى, فقال: " إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ "
" مِنْ دُونِهِ فَكِيدُونِي جَمِيعًا " .
أي: اطلبوا إلي الضرر كلكم, بكل طريق تتمكنون بها مني " ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ " أي: لا تمهلون.
أي: اطلبوا إلي الضرر كلكم, بكل طريق تتمكنون بها مني " ثُمَّ لَا تُنْظِرُونِ " أي: لا تمهلون.
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُم مَّا مِن دَابَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ↓
" إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ " أي: اعتمدت في أمري كله على الله " رَبِّي وَرَبُّكُمْ " أي: هو خالق الجميع, ومدبرنا وإياكم, وهو الذي ربانا.
" مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا " فلا تتحرك ولا تسكن إلا بإذنه.
فلو اجتمعتم جميعا على الإيقاع بي, والله لم يسلطكم علي, لم تقدروا على ذلك, فإن سلطكم, فلحكمة أرادها.
" إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " أي: على عدل, وقسط, وحكمة, وحمد في قضائه وقدره, وشرعه وأمره, وفي جزائه وثوابه, وعقابه.
لا تخرج أفعاله عن الصراط المستقيم, التي يحمد, ويثنى عليه بها.
" مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا " فلا تتحرك ولا تسكن إلا بإذنه.
فلو اجتمعتم جميعا على الإيقاع بي, والله لم يسلطكم علي, لم تقدروا على ذلك, فإن سلطكم, فلحكمة أرادها.
" إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ " أي: على عدل, وقسط, وحكمة, وحمد في قضائه وقدره, وشرعه وأمره, وفي جزائه وثوابه, وعقابه.
لا تخرج أفعاله عن الصراط المستقيم, التي يحمد, ويثنى عليه بها.
فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّونَهُ شَيْئًا إِنَّ رَبِّي عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ↓
" فَإِنْ تَوَلَّوْا " عما دعوتكم إليه " فَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ مَا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ " فلم يبق علي تبعة من شأنكم.
" وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ " يقومون بعبادته, ولا يشركون به شيئا.
" وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا " فإن ضرركم, إنما يعود إليكم, فالله لا تضره معصية العاصين.
ولا تنفعه طاعة الطائعين " من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها " .
" إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ " .
" وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ " يقومون بعبادته, ولا يشركون به شيئا.
" وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا " فإن ضرركم, إنما يعود إليكم, فالله لا تضره معصية العاصين.
ولا تنفعه طاعة الطائعين " من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها " .
" إِنَّ رَبِّي عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ " .
وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ↓
" وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا " أي: عذابنا بإرسال الريح العقيم, التي " مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلَّا جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ " .
" نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ " أي: عظيم شديد, أحله الله بـ " عاد " , فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم.
" نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِنَّا وَنَجَّيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ " أي: عظيم شديد, أحله الله بـ " عاد " , فأصبحوا لا يرى إلا مساكنهم.
وَتِلْكَ عَادٌ جَحَدُواْ بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُواْ أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ↓
" وَتِلْكَ عَادٌ " الذين أوقع الله بهم ما أوقع, بظلم منهم لأنهم " جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ " ولهذا قالوا: " ما جئتنا ببينة " .
فتبين بهذا, أنهم متيقنون لدعوته, وإنما عاندوا وجحدوا " وَعَصَوْا رُسُلَهُ " .
لأن من عصى رسولا, فقد عصى جميع المرسلين, لأن دعوتهم واحدة.
فتبين بهذا, أنهم متيقنون لدعوته, وإنما عاندوا وجحدوا " وَعَصَوْا رُسُلَهُ " .
لأن من عصى رسولا, فقد عصى جميع المرسلين, لأن دعوتهم واحدة.
وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا إِنَّ عَادًا كَفَرُواْ رَبَّهُمْ أَلاَ بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ↓
" وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ " أي: متسلط على عباد الله بالجبروت.
" عَنْ يَدٍ " أي: معاند لآيات الله.
فعصوا كل ناصح ومشفق عليهم, واتبعوا كل غاش لهم, يريد إهلاكهم لا جرم أهلكهم الله.
" وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً " فما من وقت وجيل, إلا ولأنبائهم القبيحة, وأخبارهم الشنيعة, ذكر يذكرون به, وذم يلحقهم " وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ " لهم أيضا لعنة.
" أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ " أي: جحدوا من خلقهم ورزقهم ورباهم.
" أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ " أي: أبعدهم الله عن كل خير وقربهم من كل شر.
" عَنْ يَدٍ " أي: معاند لآيات الله.
فعصوا كل ناصح ومشفق عليهم, واتبعوا كل غاش لهم, يريد إهلاكهم لا جرم أهلكهم الله.
" وَأُتْبِعُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً " فما من وقت وجيل, إلا ولأنبائهم القبيحة, وأخبارهم الشنيعة, ذكر يذكرون به, وذم يلحقهم " وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ " لهم أيضا لعنة.
" أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ " أي: جحدوا من خلقهم ورزقهم ورباهم.
" أَلَا بُعْدًا لِعَادٍ قَوْمِ هُودٍ " أي: أبعدهم الله عن كل خير وقربهم من كل شر.