وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ↓
يقول تعالى " وَإِنْ جَنَحُوا " أي: الكفار المحاربون أي: مالوا " لِلسَّلْمِ " أي: الصلح وترك القتال.
" فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " أي: أجبهم إلى ما طلبوا, متوكلا على ربك, فإن في ذلك فوائد كثيرة.
منها: أن طلب العافية, مطلوب كل وقت, فإذا كانوا, هم المبتدئين في ذلك, كان أولى لإجابتهم.
ومنها: أن في ذلك استجماما لقواكم, واستعدادا منكم لقتالهم في وقت آخر, إن احتيج إلى ذلك.
ومنها: أنكم, إذا أصلحتم, وأمن بعضكم بعضا, وتمكن كل من معرفة ما عليه الآخر, فإن الإسلام يعلو, ولا يعلى عليه.
فكل من له عقل وبصيرة, إذا كان معه إنصاف, فلا بد أن يؤثره على غيره من الأديان, لحسنه في أوامره ونواهيه, وحسنه في معاملته للخلق, والعدل فيهم, وأنه لا جور فيه ولا ظلم بوجه, فحينئذ يكثر الراغبون فيه, والمتبعون له.
فصار هذا السلم, عونا للمسلمين على الكافرين.
ولا يخاف من السلم إلا خصلة واحدة, وهي أن يكون الكفار, قصدهم بذلك, خدع المسلمين, وانتهاز الفرصة فيهم.
" فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ " أي: أجبهم إلى ما طلبوا, متوكلا على ربك, فإن في ذلك فوائد كثيرة.
منها: أن طلب العافية, مطلوب كل وقت, فإذا كانوا, هم المبتدئين في ذلك, كان أولى لإجابتهم.
ومنها: أن في ذلك استجماما لقواكم, واستعدادا منكم لقتالهم في وقت آخر, إن احتيج إلى ذلك.
ومنها: أنكم, إذا أصلحتم, وأمن بعضكم بعضا, وتمكن كل من معرفة ما عليه الآخر, فإن الإسلام يعلو, ولا يعلى عليه.
فكل من له عقل وبصيرة, إذا كان معه إنصاف, فلا بد أن يؤثره على غيره من الأديان, لحسنه في أوامره ونواهيه, وحسنه في معاملته للخلق, والعدل فيهم, وأنه لا جور فيه ولا ظلم بوجه, فحينئذ يكثر الراغبون فيه, والمتبعون له.
فصار هذا السلم, عونا للمسلمين على الكافرين.
ولا يخاف من السلم إلا خصلة واحدة, وهي أن يكون الكفار, قصدهم بذلك, خدع المسلمين, وانتهاز الفرصة فيهم.
وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ ↓
فأخبرهم اللّه, أنه حسبهم وكافيهم خداعهم, وأن ذلك يعود عليهم ضرره فقال: " وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ " أي: كافيك ما يؤذيك, وهو القائم بمصالحك ومهماتك, فقد سبق لك من كفايته لك ونصره, ما يطمئن به قلبك.
وإنه " هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ " أي: أعانك بمعونة سماوية وهو: النصر منه, الذي لا يقاومه شيء, ومعونة بالمؤمنين بأن قيضهم لنصرك.
وإنه " هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ " أي: أعانك بمعونة سماوية وهو: النصر منه, الذي لا يقاومه شيء, ومعونة بالمؤمنين بأن قيضهم لنصرك.
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ↓
" وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ " فاجتمعوا وائتلفوا, وازدادت قوتهم, بسبب اجتماعهم.
ولم يكن هذا بسعي أحد, ولا بقوة, غير قوة اللّه.
وإنك " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " من ذهب, وفضة وغيرهما, لتأليفهم بعد تلك النفرة, والفرقة الشديدة " مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ " لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى.
" وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ومن عزته, أن ألف بين قلوبهم, وجمعها بعد الفرقة كما قال تعالى: " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا " .
ولم يكن هذا بسعي أحد, ولا بقوة, غير قوة اللّه.
وإنك " لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا " من ذهب, وفضة وغيرهما, لتأليفهم بعد تلك النفرة, والفرقة الشديدة " مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ " لأنه لا يقدر على تقليب القلوب إلا اللّه تعالى.
" وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " ومن عزته, أن ألف بين قلوبهم, وجمعها بعد الفرقة كما قال تعالى: " وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا " .
ثم قال تعالى " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ " أي: كافيك " وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ " أي: وكافي أتباعك من المؤمنين.
وهذا وعد من اللّه, لعباده المؤمنين المتبعين لرسوله, بالكفاية, والنصرة على الأعداء.
فإذا أتوا بالسبب, الذي هو الإيمان والاتباع, فلابد أن يكفيهم ما أهمهم, من أمور الدين والدنيا, وإنما تتخلف الكفاية, بتخلف شرطها.
وهذا وعد من اللّه, لعباده المؤمنين المتبعين لرسوله, بالكفاية, والنصرة على الأعداء.
فإذا أتوا بالسبب, الذي هو الإيمان والاتباع, فلابد أن يكفيهم ما أهمهم, من أمور الدين والدنيا, وإنما تتخلف الكفاية, بتخلف شرطها.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفًا مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ ↓
يقول تعالى, لنبيه صلى الله عليه وسلم: " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ " أي: حثهم واستنهضهم إليه بكل ما يقوي عزائمهم, وينشط هممهم, من الترغيب في الجهاد, ومقارعة الأعداء, والترهيب من ضد ذلك, وذكر فضائل الشجاعة, والصبر, وما يترتب على ذلك, من خير في الدنيا والآخرة, وذكر مضار الجبن, وأنه من الأخلاق الرذيلة, المنقصة للدين والمروءة, وأن الشجاعة بالمؤمنين, أولى من غيرهم " إِنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ " .
" إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ " أيها المؤمنون " عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " يكون الواحد بنسبة عشرة من الكفار.
وذلك " بِأَنَّهُمْ " أي: الكفار " قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ " أي: لا علم عندهم, بما أعد اللّه للمجاهدين في سبيله, فهم يقاتلون لأجل العلو في الأرض, والفساد فيها.
وأنتم تفقهون المقصود من القتال, أنه لإعلاء كلمة اللّه, وإظهار دينه والذب عن كتاب اللّه, وحصول الفوز الأكبر عند اللّه.
وهذه كلها, دواع للشجاعة والصبر, والإقدام على القتال.
" إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ " أيها المؤمنون " عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا " يكون الواحد بنسبة عشرة من الكفار.
وذلك " بِأَنَّهُمْ " أي: الكفار " قَوْمٌ لَا يَفْقَهُونَ " أي: لا علم عندهم, بما أعد اللّه للمجاهدين في سبيله, فهم يقاتلون لأجل العلو في الأرض, والفساد فيها.
وأنتم تفقهون المقصود من القتال, أنه لإعلاء كلمة اللّه, وإظهار دينه والذب عن كتاب اللّه, وحصول الفوز الأكبر عند اللّه.
وهذه كلها, دواع للشجاعة والصبر, والإقدام على القتال.
الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُواْ أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ↓
ثم إن هذا الحكم خففه اللّه على العباد فقال: " الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفًا " فلذلك اقتضت رحمته وحكمته, التخفيف.
" فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " بعونه وتأييده.
وهذه الآيات, صورتها صورة الإخبار عن المؤمنين, بأنهم إذا بلغوا هذا المقدار المعين, يغلبون ذلك المقدار المعين في مقابلته من الكفار, وأن اللّه يمتن عليهم, بما جعل فيهم من الشجاعة الإيمانية.
ولكن معناها وحقيتها, الأمر, وأن اللّه أمر المؤمنين - في أول الأمر - أن الواحد لا يجوز له أن يفر من العشرة, والعشرة من المائة, والمائة من الألف.
ثم إن اللّه خفف ذلك, فصار لا يجوز فرار المسلمين من مثليهم من الكفار, فإن زادوا على مثليهم, جاز لهم الفرار, ولكن يرد على هذا أمران.
أحدهما: أنها بصورة الخبر, والأصل في الخبر, أن يكون على بابه, وأن المقصود بذلك, الامتنان, والإخبار بالواقع.
والثاني: تقييد ذلك العدد, أن يكونوا صابرين, بأن يكونوا متدربين على الصبر.
ومفهوم هذا, أنهم إذا لم يكونوا صابرين, فإنه يجوز لهم الفرار, ولو أقل من مثلهم, إذا غلب على ظنهم الضرر, كما تقتضيه الحكمة الإلهية.
ويجاب عن الأول, بأن قوله: " الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ " إلى آخرها, دليل على أن هذا الأمر لازم, وأمر محتم, ثم إن اللّه خففه إلى ذلك العدد.
فهذا ظاهر في أنه أمر, وإن كان في صيغة الخبر.
وقد يقال: إن في إتيانه بلفظ الخبر, نكتة بديعة, لا توجد فيه, إذا كان بلفظ الأمر.
وهي: تقوية قلوب المؤمنين, والبشارة بأنهم, سيغلبون الكافرين.
ويجاب عن الثاني: أن المقصود بتقييد ذلك بالصابرين, أنه حث على الصبر, وأنه ينبغي منكم أن تفعلوا الأسباب الموجبة لذلك.
فإذا فعلوها, صارت الأسباب الإيمانية, والأسباب المادية, مبشرة بحصول ما أخبر اللّه به, من النصر, لهذا العدد القليل
" فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ " بعونه وتأييده.
وهذه الآيات, صورتها صورة الإخبار عن المؤمنين, بأنهم إذا بلغوا هذا المقدار المعين, يغلبون ذلك المقدار المعين في مقابلته من الكفار, وأن اللّه يمتن عليهم, بما جعل فيهم من الشجاعة الإيمانية.
ولكن معناها وحقيتها, الأمر, وأن اللّه أمر المؤمنين - في أول الأمر - أن الواحد لا يجوز له أن يفر من العشرة, والعشرة من المائة, والمائة من الألف.
ثم إن اللّه خفف ذلك, فصار لا يجوز فرار المسلمين من مثليهم من الكفار, فإن زادوا على مثليهم, جاز لهم الفرار, ولكن يرد على هذا أمران.
أحدهما: أنها بصورة الخبر, والأصل في الخبر, أن يكون على بابه, وأن المقصود بذلك, الامتنان, والإخبار بالواقع.
والثاني: تقييد ذلك العدد, أن يكونوا صابرين, بأن يكونوا متدربين على الصبر.
ومفهوم هذا, أنهم إذا لم يكونوا صابرين, فإنه يجوز لهم الفرار, ولو أقل من مثلهم, إذا غلب على ظنهم الضرر, كما تقتضيه الحكمة الإلهية.
ويجاب عن الأول, بأن قوله: " الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ " إلى آخرها, دليل على أن هذا الأمر لازم, وأمر محتم, ثم إن اللّه خففه إلى ذلك العدد.
فهذا ظاهر في أنه أمر, وإن كان في صيغة الخبر.
وقد يقال: إن في إتيانه بلفظ الخبر, نكتة بديعة, لا توجد فيه, إذا كان بلفظ الأمر.
وهي: تقوية قلوب المؤمنين, والبشارة بأنهم, سيغلبون الكافرين.
ويجاب عن الثاني: أن المقصود بتقييد ذلك بالصابرين, أنه حث على الصبر, وأنه ينبغي منكم أن تفعلوا الأسباب الموجبة لذلك.
فإذا فعلوها, صارت الأسباب الإيمانية, والأسباب المادية, مبشرة بحصول ما أخبر اللّه به, من النصر, لهذا العدد القليل
مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ↓
هذه معاتبة من اللّه لرسوله وللمؤمنين, يوم " بدر " إذ أسروا المشركين, وأبقوهم لأجل الفداء.
وكان رَأْيُ أمير المؤمنين, عمر بن الخطاب في هذه الحال, قتلهم واستئصالهم.
فقال تعالى: " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ " أي: ما ينبغي, ولا يليق به, إذا قاتل الكفار, الذين يريدون أن يطفئوا نور اللّه, ويسعون لإخماد دينه, وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد اللّه, أن يتسرع إلى أسرهم وإبقائهم, لأجل الفداء, الذي يحصل منهم, وهو عرض قليل, بالنسبة إلى المصلحة المقتضية لإبادتهم, وإبطال شرهم.
فما دام لهم شر وصولة, فالأوفق أن لا يؤسروا.
فإذا أثخن في الأرض, وبطل شر المشركين, واضمحل أمرهم, فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم, وإبقائهم.
يقول تعالى: " تُرِيدُونَ " بأخذكم الفداء وإبقائهم " عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " أي: لا لمصلحة تعود إلى دينكم.
" وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ " بإعزاز دينه, ونصر أوليائه, وجعل كلمتهم عالية فوق غيرهم, فيأمركم بما يوصل إلى ذلك.
" وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أي: كامل العزة, ولو شاء أن ينتصر من الكفار, من دون قتال, لفعل ولكنه حكيم, يبتلي بعضكم ببعض.
وكان رَأْيُ أمير المؤمنين, عمر بن الخطاب في هذه الحال, قتلهم واستئصالهم.
فقال تعالى: " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ " أي: ما ينبغي, ولا يليق به, إذا قاتل الكفار, الذين يريدون أن يطفئوا نور اللّه, ويسعون لإخماد دينه, وأن لا يبقى على وجه الأرض من يعبد اللّه, أن يتسرع إلى أسرهم وإبقائهم, لأجل الفداء, الذي يحصل منهم, وهو عرض قليل, بالنسبة إلى المصلحة المقتضية لإبادتهم, وإبطال شرهم.
فما دام لهم شر وصولة, فالأوفق أن لا يؤسروا.
فإذا أثخن في الأرض, وبطل شر المشركين, واضمحل أمرهم, فحينئذ لا بأس بأخذ الأسرى منهم, وإبقائهم.
يقول تعالى: " تُرِيدُونَ " بأخذكم الفداء وإبقائهم " عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " أي: لا لمصلحة تعود إلى دينكم.
" وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ " بإعزاز دينه, ونصر أوليائه, وجعل كلمتهم عالية فوق غيرهم, فيأمركم بما يوصل إلى ذلك.
" وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " أي: كامل العزة, ولو شاء أن ينتصر من الكفار, من دون قتال, لفعل ولكنه حكيم, يبتلي بعضكم ببعض.
" لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ " به القضاء والقدر, أنه قد أحل لكم الغنائم, وأن اللّه رفع عنكم - أيتها الأمة - العذاب " لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ " وفي الحديث " لو نزل عذاب يوم بدر, ما نجا منه إلا عمر " .
" فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا " وهذا من لطفه تعالى بهذه الأمة, أن أحل لها الغنائم, ولم تحل لأمة قبلها.
" وَاتَّقُوا اللَّهَ " في جميع أموركم ولازموها, شكرا لنعم اللّه عليكم.
" إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ " يغفر لمن تاب إليه, جميع الذنوب.
ويغفر لمن لم يشرك به شيئا, جميع المعاصي.
" رَحِيمٌ " بكم, حيث أباح لكم الغنائم, وجعلها حلالا طيبا.
" وَاتَّقُوا اللَّهَ " في جميع أموركم ولازموها, شكرا لنعم اللّه عليكم.
" إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ " يغفر لمن تاب إليه, جميع الذنوب.
ويغفر لمن لم يشرك به شيئا, جميع المعاصي.
" رَحِيمٌ " بكم, حيث أباح لكم الغنائم, وجعلها حلالا طيبا.
يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ↓
وهذه نزلت في أسارى يوم بدر, وكان من جملتهم, العباس, عم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
فلما طلب منه الفداء, ادَّعى أنه مسلم قبل ذلك, فلم يسقطوا عنه الفداء.
فأنزل اللّه تعالى, جبرا لخاطره, ومن كان على مثل حاله.
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ " أي: من المال, بأن ييسر لكم من فضله, خيرا كثيرا, مما أخذ منكم.
" وَيَغْفِرْ لَكُمْ " ذنوبكم, ويدخلكم الجنة " وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " .
وقد أنجز اللّه وعده للعباس وغيره, فحصل له - بعد ذلك - من المال, شيء كثير.
حتى إنه مرة, لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم, مال كثير, أتاه العباس, فأمره أن يأخذ منه بثوبه, ما يطيق حمله فأخذ منه, ما كاد أن يعجز عن حمله.
فلما طلب منه الفداء, ادَّعى أنه مسلم قبل ذلك, فلم يسقطوا عنه الفداء.
فأنزل اللّه تعالى, جبرا لخاطره, ومن كان على مثل حاله.
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ " أي: من المال, بأن ييسر لكم من فضله, خيرا كثيرا, مما أخذ منكم.
" وَيَغْفِرْ لَكُمْ " ذنوبكم, ويدخلكم الجنة " وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " .
وقد أنجز اللّه وعده للعباس وغيره, فحصل له - بعد ذلك - من المال, شيء كثير.
حتى إنه مرة, لما قدم على النبي صلى الله عليه وسلم, مال كثير, أتاه العباس, فأمره أن يأخذ منه بثوبه, ما يطيق حمله فأخذ منه, ما كاد أن يعجز عن حمله.
وَإِن يُرِيدُواْ خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُواْ اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ↑
" وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ " في السعي لحربك, ومنابذتك.
" فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ " فليحذروا خيانتك, فإنه تعالى قادر عليهم, وهم تحت قبضته.
واللّه عليم حكيم أي: عليم بكل شيء, حكيم, يضع الأشياء مواضعها.
ومن علمه وحكمته, أن شرع لكم هذه الأحكام الجليلة الجميلة, وقد تكفل بكفايتكم, شأن الأسرى وشرهم, إن أرادوا خيانة.
" فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ " فليحذروا خيانتك, فإنه تعالى قادر عليهم, وهم تحت قبضته.
واللّه عليم حكيم أي: عليم بكل شيء, حكيم, يضع الأشياء مواضعها.
ومن علمه وحكمته, أن شرع لكم هذه الأحكام الجليلة الجميلة, وقد تكفل بكفايتكم, شأن الأسرى وشرهم, إن أرادوا خيانة.
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ↓
هذا عقد موالاة ومحبة, عقدها اللّه بين المهاجرين, الذين آمنوا وهاجروا في سبيل اللّه.
وتركوا أوطانهم للّه, لأجل الجهاد في سبيل اللّه.
وبين الأنصار, الذين آووا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم, وأصحابه وأعانوهم في ديارهم وأموالهم وأنفسهم.
فهؤلاء, بعضهم, أولياء بعض, لكمال إيمانهم, وتمام اتصال بعضهم ببعض.
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا " .
فإنهم قطعوا ولايتكم, بانفصالهم عنكم, في وقت شدة الحاجة إلى الرجال.
فلما لم يهاجروا, لم يكن لهم من ولاية المؤمنين شيء.
لكنهم " وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ " أي: لأجل قتال من قاتلهم " فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ " والقتال معهم.
وأما من قاتلوهم لغير ذلك, من المقاصد, فليس عليكم نصرهم.
وقوله تعالى " إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ " أي: عهد بترك القتال, فإنهم إذا أراد المؤمنون المتميزون, الذين لم يهاجروا قتالهم, فلا تعينوهم عليهم, لأجل ما بينكم وبينهم من الميثاق.
" وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " يعلم ما أنتم عليه, من الأحوال, فيشرع لكم من الأحكام, ما يليق بكم.
وتركوا أوطانهم للّه, لأجل الجهاد في سبيل اللّه.
وبين الأنصار, الذين آووا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم, وأصحابه وأعانوهم في ديارهم وأموالهم وأنفسهم.
فهؤلاء, بعضهم, أولياء بعض, لكمال إيمانهم, وتمام اتصال بعضهم ببعض.
" وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا " .
فإنهم قطعوا ولايتكم, بانفصالهم عنكم, في وقت شدة الحاجة إلى الرجال.
فلما لم يهاجروا, لم يكن لهم من ولاية المؤمنين شيء.
لكنهم " وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ " أي: لأجل قتال من قاتلهم " فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ " والقتال معهم.
وأما من قاتلوهم لغير ذلك, من المقاصد, فليس عليكم نصرهم.
وقوله تعالى " إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ " أي: عهد بترك القتال, فإنهم إذا أراد المؤمنون المتميزون, الذين لم يهاجروا قتالهم, فلا تعينوهم عليهم, لأجل ما بينكم وبينهم من الميثاق.
" وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ " يعلم ما أنتم عليه, من الأحوال, فيشرع لكم من الأحكام, ما يليق بكم.
وَالَّذِينَ كَفَرُواْ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ ↓
لما عقد الولاية بين المؤمنين, أخبر أن الكفار, حيث جمعهم الكفر فبعضهم أولياء بعض, فلا يواليهم إلا كافر مثلهم.
وقوله " إِلَّا تَفْعَلُوهُ " أي: موالاة المؤمنين, ومعاداة الكافرين, بأن واليتموهم أو عاديتموهم كلهم, أو واليتم الكافرين, وعاديتم المؤمنين " تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ " فإنه يحصل بذلك, من الشر, ما لا ينحصر, من اختلاط الحق بالباطل, والمؤمن بالكافر, وعدم كثير من العبادات الكبار, كالجهاد, والهجرة, وغير ذلك من مقاصد الشرع, والدين, التي تفوت, إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء, بعضهم لبعض.
وقوله " إِلَّا تَفْعَلُوهُ " أي: موالاة المؤمنين, ومعاداة الكافرين, بأن واليتموهم أو عاديتموهم كلهم, أو واليتم الكافرين, وعاديتم المؤمنين " تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ " فإنه يحصل بذلك, من الشر, ما لا ينحصر, من اختلاط الحق بالباطل, والمؤمن بالكافر, وعدم كثير من العبادات الكبار, كالجهاد, والهجرة, وغير ذلك من مقاصد الشرع, والدين, التي تفوت, إذا لم يتخذ المؤمنون وحدهم أولياء, بعضهم لبعض.
وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ↓
الآيات السابقات, في ذكر عقد الموالاة, بين المؤمنين من المهاجرين والأنصار.
وهذه الآيات, في بيان مدحهم وثوابهم, فقال: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ " من المهاجرين والأنصار أي: المؤمنون " حَقًّا " لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به, من الهجرة, والنصرة, والموالاة, بعضهم لبعض, وجهادهم لأعدائهم, من الكفار والمنافقين.
" لَهُمْ مَغْفِرَةٌ " من اللّه, تمحى بها سيئاتهم, وتضمحل بها زلاتهم.
ولهم " وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " أي: خير كثير, من الرب الكريم, في جنات النعيم.
وربما حصل لهم من الثواب المعجل, ما تقر به أعينهم, وتطمئن به قلوبهم.
وهذه الآيات, في بيان مدحهم وثوابهم, فقال: " وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ " من المهاجرين والأنصار أي: المؤمنون " حَقًّا " لأنهم صدقوا إيمانهم بما قاموا به, من الهجرة, والنصرة, والموالاة, بعضهم لبعض, وجهادهم لأعدائهم, من الكفار والمنافقين.
" لَهُمْ مَغْفِرَةٌ " من اللّه, تمحى بها سيئاتهم, وتضمحل بها زلاتهم.
ولهم " وَرِزْقٌ كَرِيمٌ " أي: خير كثير, من الرب الكريم, في جنات النعيم.
وربما حصل لهم من الثواب المعجل, ما تقر به أعينهم, وتطمئن به قلوبهم.
وَالَّذِينَ آمَنُواْ مِن بَعْدُ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ مَعَكُمْ فَأُولَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُواْ الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ↓
وكذلك من جاء بعد هؤلاء المهاجرين والأنصار, ممن اتبعهم بإحسان فآمن وهاجر وجاهد في سبيل اللّه.
" فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ " لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.
فهذه الموالاة الإيمانية - وقد كانت في أول الإسلام - لها وقع كبير, وشأن عظيم حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم, آخى بين المهاجرين والأنصار.
أخوة خاصة, غير الأخوة الإيمانية العامة, وحتى كانوا يتوارثون بها, فأنزل اللّه " وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " .
فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات, وأصحاب الفروض.
فإن لم يكونوا, فأقرب قراباته, من ذوي الأرحام, كما دل عليه عموم الآية الكريمة.
وقوله " فِي كِتَابِ اللَّهِ " أي: في حكمه وشرعه.
" إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ومنه ما يعلمه, من أحوالكم, التي يجري من شرائعه الدينية عليكم, ما يناسبها.
تم تفسير سورة الأنفال - وللّه الحمد والمنة
" فَأُولَئِكَ مِنْكُمْ " لهم ما لكم وعليهم ما عليكم.
فهذه الموالاة الإيمانية - وقد كانت في أول الإسلام - لها وقع كبير, وشأن عظيم حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم, آخى بين المهاجرين والأنصار.
أخوة خاصة, غير الأخوة الإيمانية العامة, وحتى كانوا يتوارثون بها, فأنزل اللّه " وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ " .
فلا يرثه إلا أقاربه من العصبات, وأصحاب الفروض.
فإن لم يكونوا, فأقرب قراباته, من ذوي الأرحام, كما دل عليه عموم الآية الكريمة.
وقوله " فِي كِتَابِ اللَّهِ " أي: في حكمه وشرعه.
" إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ " ومنه ما يعلمه, من أحوالكم, التي يجري من شرائعه الدينية عليكم, ما يناسبها.
تم تفسير سورة الأنفال - وللّه الحمد والمنة