فمال مسرعا إلى أصنام قومه فقال مستهزئا بها: ألا تاكلون هذا الطعام الذي يقدمه لكم سدنتكم؟
ما لكم لا تنطقون ولا تجيبون من يسألكم؟
فأقبل على آلهتهم يضربها ويكسرها بيده اليمني; ليثبت لقومه خطأ عبادتهم لها.
فاقبلوا إليه يعدون مسرعين غاضبين.
فلقيهم إبراهيم بثبات قائلا: كيف تعبدون أصناما تنحتونها أنتم, وتصنعونها بأيديكم,
وتتركون عبادة ربكم الذي خلقكم, وخلق عملكم؟
(فلما قامت عليهم الحجة لجؤوا إلى القوة) وقالوا: ابنوا له بنيانأا واملؤوه حطبا, ثم ألقوه فيه.
فأراد قوم إبراهيم به كيدا لإهلاكه, فجعلناهم المقهورين المغلوبين; إذ نفذت حجته من حيث لم يمكن دفعها, ولم ينفذ فيه مكرهم ولا كيدهم.
وقال إبراهيم: إني مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادة ربي; فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي.
رب أعطني ولدا صالحا.
فأجبنا له دعوته, وبشرنا.
بغلام حليم, أي: يكون حليما في كبره, وهو إسماعيل.
بغلام حليم, أي: يكون حليما في كبره, وهو إسماعيل.
فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ↓
فلما كبر إسماعيل ومشى مع أبيه قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك, فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مرضيا ربه, بارا بوالده, معينا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به من ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرا طائعا محتسبا.
فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؟ ليذبحه.
ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم,
قد فعلت ما أمرت به وصدقت رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة.
إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك.
واستنقذنا إسماعيل, فجعلنا بديلا عنه كبشا عظيما.
وأبقبنا لإبراهبم ثناء حسنا في الأمم بعده.
تحية لإبراهيم من عند الله, ودعاء له بالسلامة من كل آفة.
كما جرينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا, نجزي المحسنين من عبادنا.
إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطوا العبودية حقها.
وبشرنا إبراهيم بولده إسحاق نبيا من الصالحين; جزاء له على صبره ورضاه بأمر ربه, وطاعته له.
وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاقَ وَمِن ذُرِّيَّتِهِمَا مُحْسِنٌ وَظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ مُبِينٌ ↓
وأنزلنا عليهما البركة.
ومن ذريتهما من هو مطيع لربه, محسن لنفسه, ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره ومعصيته.
ومن ذريتهما من هو مطيع لربه, محسن لنفسه, ومن هو ظالم لها ظلما بينا بكفره ومعصيته.
ولقد مننا على موسى وهارون بالنبوة والرسالة,
ونجيناهما وقومهما من الغرق, وما كانوا فيه من عبودية ومذلة.
ونصرناهم, فكانت لهم العزة والنصرة والغلبة على فرعرن وآله.
وآتيناهما التوراة البينة,
وهديناهما الطريق المستقيم الذي لا اعوجاج فيه, وهو الإسلام دين الله الذي ابتعث به أنبياءه,
وأبقينا لهما ثناء حسنا وذكرا جميلا فيمن بعدهما.
تحيه لموسى وهارون من عند الله, وثناء ودعاء لهما بالسلامة من كل آفة,