وإن من كذبهم قولهم: ولد الله,
وإنهم لكاذبون; لأنهم يقولون ما لا يعلمون.
لأي شيء يختار الله البنات دون البنين؟
بئس الحكم ما تحكمونه -أيها القوم- أن يكون لله البنات ولكم البنون, وأنتم لا ترضون البنات لأنفسكم.
أفلا تذكرون أنه لا يجوز ولا ينبغي أن يكون له ولد؟ تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
بل ألكم حجة بينة على قولكم وافترائكم؟
إن كانت لكم حجة في كتاب من عند الله فأتوا بها, إن كنتم صادقين في قولكم؟
وَجَعَلُوا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجِنَّةِ نَسَبًا وَلَقَدْ عَلِمَتِ الْجِنَّةُ إِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ ↓
وجعل المشركون بين الله والملائكة قرابة ونسبا, ولقد علمت الملائكة أن المشركين محضرون للعذاب يوم القيامة.
تنزه الله عن كل ما لا يليق به مما يصفه به الكافرون.
لكن عباد الله المخلصين له في عبادته لا يصفونه إلا بما يليق بجلاله سبحانه.
فإنكم -أيها المشركون بالله- وما تعبدون من دون الله من آلهة,
ما أنتم بمضلين أحدا
إلا من قدر الله عز وجل عليه أن يصلى الجحيم; لكفره وظلمه.
فالت الملاثكة: وما منا أحد إلا له مقام في السماء معلوم,
وإنا لنحن الواقفون صفوفا في عبادة الله وطاعته,
وإذا لنحن المنزهون الله عن كل ما لا يليق به.
وإن كفار (مكة) ليقولون قبل بعثتك -يا محمد-:
لو جاءنا من الكتب والأنبياء ما جاء الأولين قبلنا,
لكنا عباد الله الصادقين في الإيمان, المخلصين في العبادة.
فلما جاءهم ذكر الأولين, وعلم الآخرين, وأكمل الكتب, وأفضل الرسل, وهو محمد صلى الله عليه وسلم, كفروا به, فسوف يعلمون ما لهم من العذاب في الآخرة.
ولقد سبقت كلمتنا -التي لا مرد لها- لعبادنا المرسلين,
أن لهم النصرة على أعدائهم بالحجة والقوة,
وأن جندنا المجاهدين في سبيلنا لهم الغالبون لأعدائهم في كل مقام باعتبار العاقبة والمال.
فأعرض -يا محمد- عمن عاند, ولم يقبل الحق حتى تنقضي المدة التي أمهلهم فيها, ويأتي أمر الله بعذابهم,
وأنظرهم وارتقب ماذا يحل بهم من العذاب بمخالفتك؟ فسوف يرون ما يحل بهم من عذاب الله.
أفبنزول عذابنا بهم يستعجلونك يا محمد؟
فإذا نزل عذابنا بهم, فبئس الصباح صباحهم.
وأعرض عنهم حتى يأذن الله بعذابهم,
وأنظرهم فسوف يرون ما يحل بهم من العذاب والنكال.
تنزه الله وتعالى رب العزة عما يصفه هؤلاء المفترون عليه.